في حيٍّ عتيقِ الشوارع، حيثُ الجُدرانُ نحاسيةٌ تتنفَّسُ صدأ الذكريات، عاشَ طفلٌ اسمه نبيل، يُكنى بـ"جامع الظلال". كان نبيل يتجوّلُ بين الأزقة الضيقة حاملاً قارورة زجاجية ملونة، يلتقطُ فيها ظلالَ المارةِ سرًّا. ظِلُّ العجوز الحزين، وظلُّ البائعةِ الضاحك، وظلُّ القططِ الشاردة. يحتفظُ بها جميعاً كأسرارٍ مُعلَّقةٍ في شرنقة الضوء.