التاريخ يخلّد الأثر … لا الاسماء

وليد النوري

  التاريخ، هذا الكتاب المفتوح الذي تتقلب صفحاته عبر الزمن، لا يُكتب إلا بحبر الصدق والأثر. بعضهم يسعى إلى نقش اسمه فوق صفحاته كيفما شاء، يزيف الأحداث، يلون الحقائق، ويضع نفسه في مقدمة الروايات. يكتبون التاريخ بما يحلو لهم، ولكنهم لا يدركون أن التاريخ، في جوهره، لا يكتب عنهم، بل عن أثرهم.


  التاريخ ليس مجرد كلمات تُسطر على ورق، بل روحٌ تتنفس من خلال الأفعال، والإنجازات، والقيم التي تبقى حية في ذاكرة الشعوب. الذين يحاولون تزييف الحقائق أو تضخيم أنفسهم يظنون أن السطور كفيلة بحمايتهم من النسيان، لكن التاريخ لا يعترف إلا بما كان حقيقياً.   

  السطور المزيفة قد تلمع لوهلة، لكنها سرعان ما تنطفئ تحت ضوء الحقيقة. أولئك الذين يتركّزون على الأفعال بدل الأقوال، ويؤثرون في حياة الناس بدل السعي وراء المجد الشخصي، هم الذين يكتب عنهم التاريخ من تلقاء نفسه. فلا تحتاج أفعالهم إلى تضخيم أو تزييف، لأن أثرها يتحدث عنهم. فكر للحظة، ماذا يعني أن يُكتب عنك؟ هل هو مجرد اسم يتكرر في الكتب، أم إرث يتوارثه الأجيال؟ من يبني جسوراً من القيم والإنجازات يُخلّد ذكره في القلوب قبل الصفحات.


 ومن يكتب سطوره بما يحلو له، دون أساس حقيقي، يكتشف لاحقاً أن صفحاته مجرد هواء، تذروها الرياح. إذا أردت أن يكتب التاريخ عنك، كن صادقاً مع نفسك. اجعل أفعالك تسبق كلماتك، واترك أثراً لا يحتاج إلى تفسير.

#وليد_النوري

https://walidalnoori.com

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
http://www.example.com/foo.html 2018-06-04